الثقافية

تعميما للفائدة نقوم بنشر بعض الطرائف التي تكتنزها موسوعة الأدب الضاحك لعلي مروة.
الموسوعة تتكون من ثمانية أجزاء : 1 طرائف الشعراء والادباء 2 طرائف المصريين 3 طرائف المهجريين 4 طرائف القضاة 5 طرائف النساء والجواري 6 طرائف الأذكياء والمغلين 7 طرائف العاملين 8 طرائف الظرفاء.
                                               
                                             وفاة المرحوم
قيل أن رجلا مات له كلب كان أثيرا عنده وعزيزا عليه، فعمد إلى دفنه في مقبرة المسلمين، وبنى له قبرا مثل قبور الآدميين. ولما علم أهالي البلدة بذلك، نظموا مظاهرة احتجاج، وذهبوا إلى القاضي يشكونه يستنكرون فظاعة هذا العمل بدفن الكلب في مقبرة المسلمين. فاستدعاه القاضي وأخذ يوبخه على عمله المشين قائلا : يا قليل الدين والناموس، كيف تجرؤ على دفن الكلب بين قبور المؤمنين. فطلب أن يخلو بالقاضي على انفراد، ثم أسرّ إليه أن هذا الكلب ترك قبل مماته وصية بأن يدفن في هذا المكان، وكذلك أوصى لمولانا القاضي بألف درهم. فانفرجت أسارير القاضي عندئذ وسأله أي متى توفي المرحوم ولم تخبرنا بوفاته كي نصلي بجنازته. 
                                           حطي اسطلك برّا ...
كان الشيخ الفرد الخازن قاضيا للتحقيق في البترون، وإذا نادى مباشر المحكمة على أسماء المتخاصمين في إحدى الدعاوى التي كان موعد النظر فيها دخلوا ورأى القاضي بينهم امرأة ومعها أولادها الأربعة تبدو على وجهها إمارات البساطة، حافية القدمين، تحمل حذاءها تحت إبطها فطرح عليها السؤال الأول من الأسئلة التي تطرح عادة على كل ذي علاقة بدعوى :
-    ما اسمك ؟
-    أجابته انكلترا !
-    فقال لها القاضي : حطي اسطولك برا يا انكلترا وارجعي لهون ! !
وفي قصة أخرى
دخل رجل على الشعبي في مجلس القضاء ومعه امرأته، وهي من اجمل النساء، فاختصما اليه، فأدلت المرأة بحجتها وقربت بينتها، فقال الشعبي للزوج : هل عندك من مدفع ؟ فأنشأ يقول :
فتن الشعبي لما >>> رفع الطرف اليها
فتنته بدلال >>> وبطي حاجبيها
فقال للجلواز قرب >>> ها واحضر شاهديها
فقضى جورا على الخص >>> م ولم يقض عليها
كيف لو ابصر منها >>> نحرها او ساعديها
لصبا حتى تراه >>>  ساجدا بين يديها
قال الشعبي : فدخلت على عبد الملك بن مروان فلما نظر الي تبسم وقال :
 فتن الشعبي لما >>> رفع الطرف اليها
ثم قال : ما فعلت بقائل هذه الابيات ؟ قلت : اوجعته ضربا يا أمير المؤمنين بما انتهك من حرمتي في مجلس الحكومة، وبما افترى علي.
قال : أحسنت.