dimanche 13 novembre 2011

القذافي والنعامة



فاس في 06/09/2011


يبدو أن القذافي ينهج طريقة النعامة بعد أن استطاع الثوار بسط سيطرتهم على معظم التراب الليبي، حيث يتخفى ويطلق بين الفينة والأخرى صيحة من هنا وهناك، والواضح أن القذافي وابنه سيف، على الأقل، لا يريدون الاعتراف بالهزيمة حتى الآن، ولا يزالون يريدون إقناع “الملايين” بالزحف لتطهير ليبيا دار دار، بيت بيت، شبر شبر، وزنقة زنقة…، والرسالة الصوتية الأخيرة خير دليل على ذلك حيث دعا القذافي القبائل المسلحة إلى نقل المعركة ضد ما أسماه بالاستعمار إلى الوديان والجبال وخوض معركة طويلة ضده هو وعملاؤه.

  وتتصادف الرسالة الإذاعية الأخيرة، مع الذكرى الثانية والأربعين لثورته على الملك إدريس السنوسي في الفاتح من سبتمبر سنة 1969، واليوم الثاني من أيام عيد الفطر في ليبيا، وهو أول عيد دون القذافي منذ 42 سنة، حيث يستنشق الليبيون عبق الحرية ويحتفلون بعيدين عيد الفطر وعيد إسقاط النظام الذي جثم على صدور الليبيين طيلة أربعة عقود.

   خروج القذافي وسيفه على الليبيين برسائل صوتية بعد السيطرة الشبه الكاملة على معظم تراب ليبيا يطرح السؤال على من يراهن العقيد في حربه ضد “الاستعمار وعملائه” فحتى أقرب الحلفاء اعترفوا بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي وأخرهم موسكو، كما أن الجزائر بدأت في التعديل من الموقف المخزي الذي عبرت عنه في البداية، تجاه المجلس الوطني والثوار، ورفضت استقبال العقيد المختفي منذ أسابيع، اللهم إذا كان يراهن على الملايين من القبائل الإفريقية التي كان يجزل لها العطاء.                                                       
    القذافي عبَّرَ أيضا في الرسالة الصوتية الأخيرة عن رفضه تسليم نفسه لمن أسماهم بالعملاء وقال أيضا أن حلف الناتو والقوة الاستعمارية تقطع عليه الاتصالات لكي لا يتمكن من الاتصال بشعبه، هذا الشعب الذي كان سيبيده عن بكرة أبيه لولا تدخل حلف الشمال الأطلسي بعد قرار مجلس الأمن رقم 1973، الذي اتخذه مجلس الأمن رغم معارضة روسيا والصين، لحمايته خصوصا في بنغازي التي كانت كتائبه على تخومها في 25 مارس 2011.                                                                                                                                     
   هذا التدخل الذي أسال الكثير من المداد وأثار الكثير من اللغط، فالمنطقة تتذكر التدخل الغربي في كل من العراق وأفغانستان وما خلفه ذلك من سلبيات خصوصا سقوط العديد من القتلى في صفوف المدنيين، إلى جانب مساندة القوى الغربية للنزعات الانفصالية للأقليات، فلذلك كان هناك توجس تجاه التدخل الدولي في ليبيا، والوضع في ليبيا ربما يختلف عن التدخلات السابقة، فالأولى كانت من أجل محاربة ما يسمى الإرهاب، أما التدخل الأخير فقد كان من أجل انقاد شعب أعزل، يطالب بالحرية والكرامة على غرار جيرانه في كل من تونس ومصر، شعب آمن بمطالب حركة 17 فبراير، وكان يواجه كتائب مدججة بأسلحة ثقيلة بصدره العاري وإيمان بعدالة مطالبه.  
                                                               
    وربما لتجنب الحساسيات لم يعمل الحلف الأطلسي على التدخل على الأرض بل عمل فقط على شل الطيران الحربي للقذافي للحد من قدراته الجوية التي سلطها خلال الأيام الأولى ضد الثوار بهدف ردعهم وإرهابهم، وقد أفلح الحظر الجوي في مساندة الثوار حيث حرم القذافي من وسيلة فتاكة أذاقت الليبيين الأمرين بسبب القصف العنيف على المدن صاحبة قصب السبق في الثورة الليبية، فالثوار لم يكن عندهم خيار آخر غير الاستعانة بقوات النيتو ،على الأقل، لثني الطيران الحربي عن قصف المدن الليبية.
“مكره أخوك لا بطل“
  
محمد أوعزيز
          

مسلسل الاعتداء على التلاميذ والطلاب بطنجة؟

طنجة في 2011/11/01

مسلسل الاعتداء على التلاميذ والطلاب بطنجة؟ 

   تزدحم أقسام مستشفى محمد الخامس بطنجة بأناس تختزل قسمات وجوههم الكثير من الألم والمعاناة، فكل وجه يخفي وراءه قصة أو حكاية تلخص ما تعانيه أسرة كاملة أو شريحة كبيرة من المجتمع المغربي. وتستشف من ملامحهم مآسي حفرت عميقا في قسماتهم، وبمجرد ما تدخل مع أحدهم في دردشة حتى يفتح عقيرته ويضج بالشكوى ويتهم جميع مصالح الدولة ويصب جام غضبه على الأطباء والممرضين وكافة العاملين في المستشفى المذكور.
    ومن الحالات التي أثارت انتباهي في المستشفى هي حالة إسماعيل، التلميذ الذي يدرس في المستوى الثالث إعدادي، بحي الجيراري، والذي اعتدى عليه مجهولون اعتداء سافرا وهو في طريقه إلى إعداديته، وقد أدى هذا الاعتداء إلى إصابته في الظهر والفخذ إصابات بليغة.
   وقال والد إسماعيل إن المهاجمين اعترضوا سبيل ابنه الذي كان متجها نحو الاعدادية، فتشوه ولم يجدوا في حوزته غير كتبه المدرسية، وعندها وجهوا لجسده الغض طعنات سافرة أوقعته أرضا مضرج في دمائه. 
   ويضيف الأب مصطفى أن حالته المادية المزرية لا تسمح له بأخذ ولده إلى مستشفى خاص، مما اضطره إلى حمل فلذة كبده إلى المستشفى العمومي الذي تنخره الرشوة والمحسوبية والخدمات تقدم فيه على مضض. وليس إسماعيل التلميذ الوحيد الذي يعتدي عليه هؤلاء المجرمون المنحرفون الذين يرهبون الجميع، الصغير والكبير، الذكر والأنثى، كما يعتدون على المحصنات من النساء. 
   وتجذر الإشارة إلى ما تعرض له أحد طلبة مدرسة الملك فهد العليا للترجمة في السنة الماضية من اعتداء أدى إلى استشهاده، وفي هذه السنة تواصلت الاعتداءات على طلبة هذه المدرسة وطالباتها دون حسيب أو رقيب وكان الطالب هشام الوالي آخر ضحايا هذه العصابات الاجرامية.
   فإسماعيل هذا ليس الأول أو الأخير الذي يقصد هذا المستشفى قصد العلاج ولا يلقى الرعاية الصحية الضرورية، فالنماذج كثيرة لا يتسع لها المجال في هذا الصدد لأناس شدوا الرحال إلى المستشفيات العمومية من أجل الاستشفاء وخاب أملهم بسبب الساعات الطوال التي قضوها في انتظار الطبيب الذي قد يأتي أو لا يأتي لأنه منشغل إما في عيادته الخاصة أو في عيادة غيره.