samedi 21 juillet 2012

"خواطر 8" .. العمل التطوعي قاطرة التنمية المستدامة

كتبه محمد أوعزيز 

يستمر برنامج خواطر الذي يقدمه الاعلامي السعودي أحمد الشقيري في نسخته الثامنة هذا العام بعد سبع نسخ على مدى سبعة أعوام لاقى فيها البرنامج نجاحا منقطع النظير.

"خواطر 8" هذا الموسم يروج للتشجيع للعمل التطوعي والطرق الأمثل للقيام به، حيث يقوم طاقم البرنامج هذه السنة بزيارة 12 دولة هي مصر والأردن والسعودية واسبانيا وكينيا والنيجر وأوغندا والإمارات وسويسرا وتركيا وقطر وكوريا الجنوبية. 

الهدف من زيارة هذه الدول إما القيام بعمل تطوعي أو الاستفادة من تجارب بعض الدول المتقدمة في مجال العمل التطوعي ككوريا الجنوبية على سبيل المثال.

وشارك هذا الموسم في البرنامج أكثر من 500 متطوع، نفذوا أكثر من ثلاثين مشروعا في مختلف المجالات في دول مختلفة، من هذه المشاريع : 1- إنشاء مكتبة في مركز تجاري 2- إيجاد حل لعدم وصول المياه لمدينة الفيوم في مصر 3- حملة توعوية صامتة في مجمع تجاري 4- ترميم بيت وتأتيثيه في مدة لا تتجاوز 72 ساعة 5- حملة توعوية عن السمنة ومخاطرها 6- استثمار إحدى سطوح البنايات وزراعته بشكل جمالي مصاحب للبيئة.

وعرج مقدم البرنامج على معادلة مهمة للرقي بالعمل التطوعي المساهم في التمنية، وهي أن عدد الساكنة في العالم العربي يصل إلى زهاء 350 مليون لو تطوع 20 في المائة فقط من الساكنة أي 60 مليون لمدة 4 ساعات أسبوعيا ما يساوي 11 بليون ساعة سنويا، وإذا تم استغلال كل هذه الساعة فسنتمكن من بناء أربع مليون بيت وتعليم 5.600.000 طفل وزرع بليون شجرة وبناء 2 مليون مدرسة. 

ويشجع البرنامج أيضا فكرة الابتكار والتطوع في عدة بلدان افريقيا (كينيا، أوغندا، والنيجر) ففي أوغندا قام الشباب ببناء قسم جديد لأحد دور الأيتام والعمل التطوعي في مدرسة محلية والعمل في ملجأ للايتام والتطوع في مستشفى حكومي لخدمة المرضى.

وتصدى بعد ذلك الشقيري لموضوع المؤسسات الثلاث الأساسية الفاعلة في المجتمع  وهي :

1- الحكومة 

2- القطاع الخاص

3- المجتمع المدني (المؤسسات غير الربحية، الأعمال التطوعية والنوادي التطوعية والجمعيات التعاونية).

وركز على أن نهوض المجتمع رهين بتوازن دور هاته المؤسسات الثلاث وألا يتم الاعتماد فقط على الدولة بل على المجتمع المدني الذي يجب عليه لعب دوره في التنمية وبالتالي يكون هناك توازن بين دور جميع المؤسسات في المجتمع بحيث تساهم في التنمية بشكل أسرع بإعطاء الفرصة للمجتمع المدني والسماح للناس بفتح مؤسسات غير ربحية حيث مجموعة من الدول العربية تتوجس من فتح مؤسسات غير ربحية.

بينما المطلوب هو تسهيل فتح نواد للشباب وتحفيزهم على التطوع والسفر ليس من أجل الترفيه وإنما من أجل فعل الخير ونشر سمعة طيبة عن العرب والمسلمين.

واعتبرت احدى المتطوعات أن هذا التطوع يعتبر بمثابة جهاد حقيقي، بينما اعتبر آخر أن الغرض من البرنامج ليس هو الدعوة، ورغم ذلك فالناس في بعض الدول الأفريقية طلبوا القرآن الكريم.

ويخصص البرنامج هذا الموسم جائزة لأحسن ثلاثة اعمال تطوعية.

وأشار البرنامج كذلك إلى أن التعليم هو رافعة التنمية في الدول النامية حتى تصل إلى مصاف الدول المتقدمة، وضرب مثالين لدولتين تحققان أسرع معدلات نمو في العالم بفضل التعليم (كوريا الجنوبية في الشرق وتركيا في الغرب).

وزار البرنامج طلبة في مدرسة بتركيا يدرسون بالأيباد والأستاذ هو من يملك التحكم فيه.

وفي كوريا قدم البرنامج تقنية متقدمة جدا في مجال التسوق حيث أنك وأنت في انتظار القطار يمكنك القيام بالتسوق عبر شاشة إلكترونية مثبة على جدار المحطة، وباستخدام الهاتف النقال يمكنك اختيار المنتجات المراد شراءها وتحديد الوقت الذي يريد الزبون أن تكون فيه البضائع في المنزل.

الحلقة تضمنت أيضا زيارة مكتب شركة غوغل في زيورخ بسويسرا وزيارة مكتبة الشركة ومقهى الشركة.

البرنامج لم ينسى معاناة الشعب السوري ودعى إلى ضرورة دعمه ومساندته خصوصا اللاجئيين الذين يعانون الأمرين.

يذكر أن برنامج خواطر انطلق جزءه الأول في رمضان عام 1426 هـ الموافق 2005 م، وكان يحمل اسم (خواطر شاب).

وبعد ذلك عرف نجاحا كبيرا وفرض نفسه في زحمة البرامج التي تغزو الشاشة في رمضان نظرا لما يقدمه من طبق تثقيفي وتربوي وترفيهي.